نزلت إلى السوق الثقافية المغربية رواية جديدة للقاص والروائي حسن الرموتي موسومة ب ( نيران شقيقة) صادرة عن دار الوطن للصحافة والطباعة والنشر، وهي روايته الأولى بعد مجموعته القصصية ( مملكة القطار) الصادرة سنة 2011.
وتحكي الرواية الجديدة قصة عباس الجندي البسيط، الذي سيكتشف أنه استدرج إلى حرب كانت في حقيقتها خدعة يجهل كل من خاضها أهدافها، أو العدو المحارب، ليقرر بعدها الهرب إلى غابة مجاورة، وهناك تبدأ أحداث جديدة، يسردها الرموتي بلغة سردية جميلة، ومما جاء في الفصل الافتتاحي للرواية :
>> ما معنى أن تكتب عن الذين تعرفهم، و حتى عن الذين لا تعرفهم ... إذ يتخيل إليك أنك رأيتهم أو جالستهم في مكان ما لم تعد تذكره،هكذا تختلط لك أحيانا الحقائق بالأوهام ... لكن شيء واحد أنت على يقين منه،أنك واحد منهم، وهم جزء منك ... يغيبون عنك ويحضرون ... عباس وحده ظل ملازما لك مثل ظلك ... مرة واحدة حين افتقدته وجدته واقفا قرب البحر، قال:
_ يا صاح، الخيانة لا تؤلمني .. ببساطة لأنها طبع بشري ... تماما كما الوفاء ...
نظر من جديد للموج و هو يتكسر رتيبا و دون أن يلتفت إليك أضاف:
_ الجنود و الفقراء هم وقود أي حرب ...<<
وصُدّرَت الرواية بتقديم للكاتب والناقد عبدالرزاق المصباحي مما جاء فيه: >> ولعل حسن الرموتي وهو يختار الغابة ملاذا لعباس، يومئ إلى غابة إيكو بنزهاته الست، وهي غابة السرد، بعوالمها الغامضة حيث تتشابك الأحداث ويتداخل التخييلي بالواقعي، وحيث تتناسل الأسئلة القلقة، و تتداعى التأويلات ابتداء من شخوص الرواية حول مصير عباس، وقاتل صديقه عبدالله، ووجهة السي المختار وزوجته للاهنية، والحمال بوشتى ،ومستقبل الطفل عبدالصادق الوحيد الذي رأى عباسا بعد اختفائه ... إلى القارئ الذي سيتشرب كثيرا من لذاذة الرواية، ويعيش قلقها، وتحولات ذواتها وهي تدخل في بنيات سجالية مسترسلة: درامية تارة، وساخرة أحيانا، وملغزة بقدر يحقق توحدا رائقا بين الذات القارئة وموضوع الرواية بالمعنى الظاهراتي للتوحد، وهو توحد تتغير درجاته وتتعدد " وحده عباس سيظل راسخا حاضرا ... صامدا ثابتا مثل شجر السرو، لأن الخيانة لا تؤلمه .. ببساطة لأنها طبع بشري ... تماما كما الوفاء.<<
وقدر صدر للرموتي أيضا كتابان بالاشتراك هما : مجموعة قصصية قصيرة جدا معنونة بفاتني أن أكون مصريا سنة 2011 أشرف عليها القاص خالد مزياني، وكتاب الخواطر والرسائل الأدبية ( شرفات) 2012، الصادر عن جامعة المبدعين المغاربة.